لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
ــ قال ابن جرير لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) قال جبريل إن الله قد أحسن الثناء عليك و على أمتك فسل تعطه فسأل ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) إلى آخر الآية .
ــ وقوله ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) أي لا يكلف أحد فوق طاقته وهذا من لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم وهذه هي الناسخة الرافعة لما كان أشفق منه الصحابة في قوله ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) أي هو وإن حاسب وسأل لكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه فأما ما لا يملك دفعه من وسوسة النفس وحديثها فهذا لا يكلف به الإنسان وكراهية الوسوسة السيئة من الإيمان وقوله ( لها ما كسبت ) أي من خير ( و عليها ما اكتسبت ) أي من شر و ذلك في الأعمال التي تدخل تحت التكليف.
ــ ثم قال تعالى مرشدا عباده إلى سؤاله وقد تكفل لهم بالإجابة كما أرشدهم وعلمهم أن يقولوا( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) أي إن تركنا فرضا على جهة النسيان أو فعلنا حراما كذلك أو أخطأنا أي الصواب في العمل جهلا منا بوجهه الشرعي وقد تقدم في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال : ( قال الله نعم ) ولحديث ابن عباس قال الله ( قد فعلت )
ــ و روى ابن ماجه في سننه و ابن حبان في صحيحه من حديث أبي عمرو الأوزاعي عن عطاء قال ابن ماجه في روايته عن ابن عباس وقال الطبراني وابن حبان عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) و قد روي من طريق آخر وأعله أحمد وأبو حاتم.
ــ و قال ابن أبي حاتم : و عن أم الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث عن الخطإ والنسيان و الاستكراه) قال أبو بكر فذكرت ذلك للحسن فقال : أجل أما تقرأ بذلك قرآنا ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) .
ــ و قوله ( ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) أي لا تكلفنا من الأعمال الشاقة و إن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال و الآصار التي كانت عليهم التي بعثت نبيك محمدا - صلى الله عليه و سلم - نبي الرحمة بوضعه في شرعه الذي أرسلته به من الدين الحنيفي السهل السمح وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ( قال الله نعم ) وعن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله قد فعلت ) وجاء في الحديث من طرق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ( بعثت بالحنيفية السمحة ) .
ــ وقوله ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) أي من التكليف والمصائب والبلاء لا تبتلنا بما لا قبل لنا به وقد قال مكحول في قوله ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) قال العزبة و الغلمة رواه ابن أبي حاتم قال الله نعم وفي الحديث الآخر قال الله قد فعلت .
ــ وقوله ( واعف عنا ) أي فيما بيننا وبينك مما تعلمه من تقصيرنا وزللنا ( و اغفر لنا ) أي فيما بيننا وبين عبادك فلا تظهرهم على مساوينا وأعمالنا القبيحة ( و ارحمنا) أي فيما يستقبل فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر ولهذا قالوا إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء أن يعفو الله عنه فيما بينه وبينه وأن يستره عن عباده فلا يفضحه به بينهم وأن يعصمه فلا يوقعه في نظيره .
و قد تقدم في الحديث أن الله قال نعم وفي الحديث الآخر قال الله ( قد فعلت ).
وقوله ( أنت مولانا ) أي أنت ولينا وناصرنا وعليك توكلنا وأنت المستعان وعليك التكلان ولا حول لنا ولا قوة إلا بك ( فانصرنا على القوم الكافرين ) أي الذين جحدوا دينك وأنكروا وحدانيتك ورسالة نبيك وعبدوا غيرك وأشركوا معك من عبادك فانصرنا عليهم واجعل لنا العاقبة عليهم في الدنيا والآخرة قال الله نعم .
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن ابن عباس قال الله : ( قد فعلت).
وقال ابن جرير : عن معاذا - رضي الله عنه - كان إذا فرغ من هذه السورة( انصرنا على القوم الكافرين ) قال آمين ورواه وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن رجل عن معاذ بن جبل أنه كان إذا ختم البقرة قال آمين .
ــ قال ابن جرير لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) قال جبريل إن الله قد أحسن الثناء عليك و على أمتك فسل تعطه فسأل ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) إلى آخر الآية .
ــ وقوله ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) أي لا يكلف أحد فوق طاقته وهذا من لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم وهذه هي الناسخة الرافعة لما كان أشفق منه الصحابة في قوله ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) أي هو وإن حاسب وسأل لكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه فأما ما لا يملك دفعه من وسوسة النفس وحديثها فهذا لا يكلف به الإنسان وكراهية الوسوسة السيئة من الإيمان وقوله ( لها ما كسبت ) أي من خير ( و عليها ما اكتسبت ) أي من شر و ذلك في الأعمال التي تدخل تحت التكليف.
ــ ثم قال تعالى مرشدا عباده إلى سؤاله وقد تكفل لهم بالإجابة كما أرشدهم وعلمهم أن يقولوا( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) أي إن تركنا فرضا على جهة النسيان أو فعلنا حراما كذلك أو أخطأنا أي الصواب في العمل جهلا منا بوجهه الشرعي وقد تقدم في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال : ( قال الله نعم ) ولحديث ابن عباس قال الله ( قد فعلت )
ــ و روى ابن ماجه في سننه و ابن حبان في صحيحه من حديث أبي عمرو الأوزاعي عن عطاء قال ابن ماجه في روايته عن ابن عباس وقال الطبراني وابن حبان عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) و قد روي من طريق آخر وأعله أحمد وأبو حاتم.
ــ و قال ابن أبي حاتم : و عن أم الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث عن الخطإ والنسيان و الاستكراه) قال أبو بكر فذكرت ذلك للحسن فقال : أجل أما تقرأ بذلك قرآنا ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) .
ــ و قوله ( ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) أي لا تكلفنا من الأعمال الشاقة و إن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال و الآصار التي كانت عليهم التي بعثت نبيك محمدا - صلى الله عليه و سلم - نبي الرحمة بوضعه في شرعه الذي أرسلته به من الدين الحنيفي السهل السمح وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ( قال الله نعم ) وعن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله قد فعلت ) وجاء في الحديث من طرق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ( بعثت بالحنيفية السمحة ) .
ــ وقوله ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) أي من التكليف والمصائب والبلاء لا تبتلنا بما لا قبل لنا به وقد قال مكحول في قوله ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) قال العزبة و الغلمة رواه ابن أبي حاتم قال الله نعم وفي الحديث الآخر قال الله قد فعلت .
ــ وقوله ( واعف عنا ) أي فيما بيننا وبينك مما تعلمه من تقصيرنا وزللنا ( و اغفر لنا ) أي فيما بيننا وبين عبادك فلا تظهرهم على مساوينا وأعمالنا القبيحة ( و ارحمنا) أي فيما يستقبل فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر ولهذا قالوا إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء أن يعفو الله عنه فيما بينه وبينه وأن يستره عن عباده فلا يفضحه به بينهم وأن يعصمه فلا يوقعه في نظيره .
و قد تقدم في الحديث أن الله قال نعم وفي الحديث الآخر قال الله ( قد فعلت ).
وقوله ( أنت مولانا ) أي أنت ولينا وناصرنا وعليك توكلنا وأنت المستعان وعليك التكلان ولا حول لنا ولا قوة إلا بك ( فانصرنا على القوم الكافرين ) أي الذين جحدوا دينك وأنكروا وحدانيتك ورسالة نبيك وعبدوا غيرك وأشركوا معك من عبادك فانصرنا عليهم واجعل لنا العاقبة عليهم في الدنيا والآخرة قال الله نعم .
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن ابن عباس قال الله : ( قد فعلت).
وقال ابن جرير : عن معاذا - رضي الله عنه - كان إذا فرغ من هذه السورة( انصرنا على القوم الكافرين ) قال آمين ورواه وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن رجل عن معاذ بن جبل أنه كان إذا ختم البقرة قال آمين .